أضرار لجليس السوء:
1. جليس السوء قد يجلب لك الشك في معتقداتك
الصحيحة ويصرفك عنها كما قال تعالى {فأقبل
بعضهم على بعض يتساءلون* قال قائلٌ منهم إني كان
لي قرين* يقول أءنك لمن المصدقين* إءذا متنا وكنا
تراباً وعظاماً إءنا لمدينون}، واسمع إلى قصة وفاة
أبي طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم ليتبين لك
ضرر مجالسة أهل الشر والفساد، أخرج البخاري
ومسلم عن المسيب بن حزن قال: لما حضرت أبا
طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل بن هشام وعبد الله بن أبي أمية بن
المغيرة، فقال: أي عم قل لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك
بها عند الله، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية:
أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزل رسول الله صلى
الله عليه وسلم يعرضها عليه ويعودان لتلك المقالة،
حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم: أنا على ملة عبد
المطلب، وأبى أن يقول لا إله إلا الله).
2. دائماً الجليس السوء يدعو صاحبه لمماثلته في
الوقوع بما حرم الله تعالى، إما موافقتهم بإقرار ما
يقومون به من محرمات أو بمشاركتهم ذلك الأمر
المحرم.
3. إن المرء بعادته يتأثر بعادات من يعاشر ويجالس
وإذا كان الجليس صاحب سوء فسوف يتأثر بما لديه من
سوء.
4. كما أن رؤية الصالحين وأصحاب الخير تذكر
بالخير فإن رؤية أصحاب البدع والمنافقين تذكر بالشر.
5. كثير من جلساء السوء لا يبين لك عيوبك بل يخفيها
عنك حتى تظل مثله في ضلالة بعكس جليس الخير
الذي يكون مرآة لأخيه المؤمن.
6. بسبب هذه المعاشرة فإنك تحرم الخير الكثير وهو
حضور مجالس الذكر ومصاحبة الأخيار لانشغالك
باللهو واللعب، وأيضاً دائماً جليس السوء يحذر صاحبه
من الاقتران بالصالحين ويبين له أنهم معقدون في
لباسهم وتفكيرهم.
7. مجالس أهل السوء لا تخلو من الأمور المحرمة كالغيبة والنميمة ومشاهدة ما حرم الله سبحانه وتعالى.
8. الصحبة التي تبنى على أساس سيء يكون أساسها ضعيف، فتراها تنهار عند أول وأوهن صدمة، كما قال أحدهم (إخوان السوء ينصرفون عند النكبة، ويقبلون مع النعمة). أو كما يقول الشاعر (كل من كان لا يؤاخيك في الله فلا ترج أن يدون إخاؤه، إن خير الإخوان من كان في الله له دام وده وصفاؤه).
9. إذا دامت هذه الصحبة في الدنيا ولكنها في الآخرة سريعة الانقشاع فتنقلب هذه المحبة إلى بغضاء شديدة يقول تعالى {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}.
10. أن غالب مجالس أهل الفسق لا يذكر فيها الله تعالى ولا يقرأ فيها القرآن وهذا المجلس يكون كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم (ما من قوم يقومون من مجلس لم يذكروا الله تعالى فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان ذلك المجلس عليهم حسرة يوم القيامة).
11. وبالجملة فإن مخالطة أهل السوء والفساد ضرر على صاحبها في الدنيا والآخرة، قال أبو الأسود الدؤلي (ما خلق الله خلقاً أضر من صاحب السوء) فعلى العاقل أن يختار لنفسه من بصحبته ينال سعادة الدنيا والآخرة ويبتعد عمن صحبته تكون عليه وبالاً في الدنيا والآخرة